تاريخ الجينز.. بعد مرور 147 عامًا على صناعته .. تعرف علي تاريخ نشأة و تطور الجينز
مهما بلغت موضة الفساتين أو الجيب أناقة و شياكة، يظل الجينز موضة لا تبطل أبدًا، وتظل البنطلونات الجينز واحدة من أفضل الخيارات سهولة و شياكة في نفس الوقت كما أنها تبرز أنوثتنا و أناقتنا في نفس الوقت، ورغم أن موضة الجينز لا تبطل ولكن بعض تصميمات البنطلون الجينز تتصدر اتجاهات الموضة وبعضها تتراجع من وقت لآخر.
وبالرغم من أن "الجينز" هو الزي الوحيد الذي يرتديه الكبار والصغار الأغنياء والفقراء ورؤساء الدول والعلماء ، عارضات الأزياء وربّات البيوت، لكن لم يخطر علي بال أحد منا من قبل أن يتعرف علي تاريخ اختراع و ظهور الجينز و ما القصة وراء شهرته و حفاظه علي مواكبة الموضة طوال هذه الفترة، بل و يتم الإحتفال بذكري ظهوره كل عام في الـ 20 من مايو.
ونحتفل هذا العام بذكري ظهوره الـ 147، حيث أنه بذلك يمر 147 عامًا علي اختراع قماش "الجينز" الذي امتاز بمتانته، في صناعة أشرعة السفن وأغطية العربات التي كانت تجرّها الخيول في الماضي، قبل دخوله إلى مجال صناعة الملابس، أما تسميته فتعود إلى مدينة جنوة الإيطالية التي كان يُصنع فيها هذا النوع من القماش القطني، والتي كانت تُعرف بالإنجليزية باسم "جينز".
ويعود استعمال قماش الجينز في عالم الموضة إلى متانته، حيث كان اللباس المفضّل لدى عمّال المناجم وسكك الحديد والمزارعين ورعاة البقر الذين كانوا يحتاجون إلى ملابس مصنوعة من أقمشة رخيصة الثمن وتدوم لفترة طويلة، أما انتقاله من المجال الصناعي إلى مجال الموضة، كان في عام 1873 على يد مهاجر ألماني فقير يُدعى "ليفي شتراوس" هاجر إلى أمريكا بحثاً عن الذهب، ولكن فشله في هذا المجال دفعه إلى العمل في تجارة القماش ومنها قماش الجينز.
وتكمُن سرّ متانة هذا القماش في كيفية صناعته والمواد التي تضاف إليه ليكتسب هذه القوة مع الحفاظ على المرونة التي يتمتع بها، وما يزيد من هذه المتانة غسله لعدة مرات ثم تجفيفه، حيث كان يتم غسله سابقاً لـ 7 مرات متتالية وسط سائل يلوّنه بالأزرق، مما أكسبه لونه الشائع الذي اشتهر وعرفناه به.
ولد "ليفى شتراوس" عام ١٨٢٩ في بافاريا بألمانيا لعائلة يهودية، وهاجر مع والدته وشقيقتيه إلى أمريكا عام ١٨٤٧، واستقروا في نيويورك، وفي ١٨٥٣ حصل ليفي على الجنسية الأمريكية، وسافر إلى سان فرانسيسكو بحثًا عن فرصة تجارة ملابس لعمال المناجم وسط حمى البحث عن الذهب، ومع مرور السنوات انتعشت تجارته، حيث عمل في تصميم سراويل من الخيش البنى السميك والقوى لعمال المناجم، ثم انتقل إلى قماش ثقيل آخر مصبوغ بالأزرق واستخدمه في تصميم البنطلونات بدلاً من الخيش الذي نفدت كمياته، وفي ١٨٧٢ تلقى ليفى رسالة من "جاكوب دافيز"، وهو خياط من نيفادا كان يتعامل معه، وأخبره عن شرائه قماشاً لاستخدامه في الخياطة، وحكى له عن الطريقة الجديدة التي يستخدمها لتصميم البنطلونات لزبائنه، حيث يضع مسامير معدنية صغيرة في أماكن محددة من البنطال كزوايا الجيوب.
وكانت المشكلة التي تواجه دافيز هي كونه لا يمتلك المال الكافى ليحصل على براءة اختراع لهذا النوع المبتكر من البنطلونات، فاقترح على ليفى أن يقوم بدفع المال اللازم لاستخراجها مقابل إدراج اسمه أيضاً في هذه الوثيقة.
وفى ٢٠ مايو عام ١٨٧٣ حصلت شركة Jacob Davis and Levi Strauss Company على براءة الاختراع رسميًا مقدمين بذلك صنفا جديداً من ملابس العمل، وأصبح ذلك اليوم هو عيد ميلاد الجينز الأزرق، ثم انتشرت عالميًا "بنطلونات الجينز" بقماشها الأزرق، ولقى الجينز الأزرق بالشكل الذي اشترك في تصميمه "ليفى شتراوس" و"جاكوب دافيز"، شعبية كبيرة بين صفوف عمال المناجم، وذلك لطبيعته القاسية التي تحتمل
وعملا كلاً من "جاكوب" و" ليفي" على تأسيس مصنع متخصص بتصنيع هذا النوع من البنطلونات، وقد أدى ازدياد الطلب علي هذا المنتج إلى إنشاء مصانع أخرى لتلبية الطلب الكبير على هذا النوع من البنطلونات في الولايات المتحدة وخارجها.
وكان يُباع عام ١٨٧٩ بدولار و 46سنتاً للرجال فقط، وكان من الصعوبة أن تجد بين من يرتدونه نساء العائلات المتوسطة أو الغنية، ولكن طوروه المصممين تباعاً، ووضعوا تصميمات خاصة تناسب النساء، وعُرض "جينز ليفايز" للنساء على صفحات مجلة "فوج" لأول مرة عام ١٩٣٥، واكتسب شعبية واسعة لدرجة أن تصميمات "كلفين كلاين" للجينز في السبعينيات كانت تدر وحدها أرباحاً بقيمة ١٢.٥ مليون دولار أسبوعياً.
وبعدما ظل قماش الجينز حتى ستينيات القرن الماضى هو البنطلون المفضل لدى العمال وأبناء الطبقة المتوسطة، انتشر ظهوره وارتدائه في معظم الطبقات وصولاً إلى المشاهير وبعض رؤساء الدول، ورغم انتشار صناعته ووجود آلاف الماركات المنتجة له، فلايزال اسم مبتكره طاغياً على كل الأسماء الأخرى.
و أول تصميم للجينز الأزرق، والذي يعرف بـXX waist ove
rall، كان يتميز بجيب واحد خلفي مدرز عليه قوسين، وجيب صغير للساعة، وحزام عريض، وأزرار للحمالة ومسمار نحاسي في الوسط.
ومع إثارة أفلام الغرب الأمريكية الاهتمام بحياة رعاة البقر، بدأت سراويل الجينز الزرقاء بالظهور في ثلاثينيات القرن الماضي، ثم انتشرت كالنار في الهشيم بين الشباب في الخمسينيات تأثرًا بأدوار المتمردين في هوليود الذين ارتدوا الجينز.
واشتُهر الجينز بكثرة في فترة ستينيات القرن الماضي مع ظهور ثورة الهيبيز التي حوّلته إلى زي رسمي للشباب، وقد ذاع صيته في العالم كله في ثمانينيات القرن الماضي، ما شجّع الشركات العالمية الفاخرة على استعماله لتصنيع مختلف أنواع الأزياء والأكسسوارات، وبالتالي ارتفعت أسعاره بعد أن كان مقتصراً على طبقة العمال فقط.
ووجد الجينز له أسواقاً جديدة في العالم بعد أن طاله التجدد الذي يحكم كل ما يتعلّق بالموضة، بحيث أصبح مستعملاً لتصنيع جميع أنواع الألبسة الخاصة بالكبار والصغار، النساء والرجال نظراً لكونه مريحا، مقاوما للتعرق بفضل نسيجه القطني، ويمكن ارتداؤه في كل الفصول. وما زاد من الإقبال عليه أنه أصبح متوفرًا بسماكات مختلفة، وأسعار متفاوتة تناسب كل الميزانيات، ورغم أنه أصبح متوفراً بألوان متعددة، بقي اللون الأزرق منه الأكثر رواجاً بحيث لا تخلو خزائن أي منا من قطعة على الأقل مصنوعة من هذا القماش الذي لا يشيب ولا تنتهي موضته الجذابة.
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
تعليقات
إرسال تعليق